جميلتي حواء تليجرام
الصحة

تطور تكنولوجيا الصناعات الطبية وأهم المجالات التي استفادت من التقنيات الحديثة

شهد تطور تكنولوجيا الصناعات الطبية تطورًا هائلًا في السنوات الأخيرة وخصوصًا مع بدء الألفية الثالثة، فمع دخول الذكاء الاصطناعي بقوة وظهور الروبوتيك Robotics والأجهزة القابلة للارتداء Wearable Tech وعلم الجينوم Genomics والواقع الافتراضي Virtual, Augmented and Mixed Reality وغيرها، فإن الكثير من المجالات الطبية شهدت طفرة هائلة، وسنرصد بشيء من التفصيل استفادة 3 مجالات أساسية من التكنولوجيا الطبية الحديثة وهي:

1. مجال العيون.
2. مجال المسالك البولية والتناسلية.
3. الأمراض الباطنية.

تطور تكنولوجيا الصناعات الطبية في مجال العيون

وهو يعتبر من أكثر المجالات التي استفادت من التقنيات الحديثة وشهدت تطورًا كبيرًا في السنوات العشرين الأخيرة، ومن أهمها:

1. التحليل الموجي  Wavefront Analysis:
وهي تقنية مصممة لمعرفة كيفية تركيز العين البشرية للضوء وتعمل على إنشاء ما يُشبه خريطة للعين مما يؤدي لاكتشاف العيوب والأمراض المؤثرة عليها، مما يساعد طبيب العيون على تحديد نوع الجراحة المطلوب لحل المشكلة.

2. تقنية الليزك LASIK:
وهي تعني تصحيح تضخم القرنية باستخدام الليزر وأصبحت من الأكثر شيوعا لعلاج قصر النظر الخفيف إلى المتوسط وطول النظر، وذلك من خلال إعادة تشكيل القرنية لتحسين قوة التركيز للعين واستعادة الرؤية الصحيحة دون ألم.

3. تقنية الاتصالات البصرية Presbyopic Inlays:
وهي من التقنيات المفيدة في علاج تراجع القدرة على الإبصار مع التقدم في العُمر، كما تعمل على تطوير العلاج الجيني والعلاج بالخلايا الجذعية مما يؤدي إلى إبطاء تقدم أمراض العين واستعادة الرؤية بشكل سريع ومن دون ألم.

تطور تكنولوجيا الصناعات الطبية في مجال المسالك البولية والتناسلية

وهي من المجالات التي عادة ما كان يتم علاجها بشكل مؤقت لتخفيف الألم دون معرفة حل المشكلة من جذورها، ولكن هناك الكثير من التقنيات التي تطورت عن التسعينات أو التي تم اكتشافها في الألفية الثالثة ومنها:

1. هندسة الأنسجة Tissue engineering: 

وهي من التقنيات المثيرة للغاية في علاج المثانة والكلى، وهي تم اكتشافها في أوائل التسعينات ولكن أصبحت الآن تستخدم في تضييق الحالب وعلاج مجرى البول وغيرها من أمور كانت صعبة فيما مضى، وخلال سنوات قليلة من المتوقع أن تستخدم في زراعة الكلى والمثانة أيضًا.

2. تطور كبير في جراحات المسالك البولية والمنظار:
الجراحات باستخدام المنظار ليست شيئا حديثًا، ولكنه شهد نقلة نوعية كبيرة في السنوات الأخيرة ليتم استخدامها بكفاءة في التخلص من حصوات الكلى واستئصال كلية من متبرع حي وعلاج تدلي أعضاء الحوض وسرطان البروستاتا وعلاج التكيسات الكلوية وتضييق الحالب وعلاج انسداد مفصل الحالب.
فمن خلال تطوير أجهزة استشعار بيولوجية جديدة في المنظار أصبح من الممكن أكثر استخدامها بكفاءة من خلال شقوق صغيرة في الجسم بدلًا من العمليات الجراحية الكبرى.
هذا بالاضافة الى ابتكار تقنيات جراحية عديدة مثل تقنية ال 16-dot لعلاج انحرافات وتقوس العضو الذكري وطرق تكبير القضيب بمختلف انواعها.

3. المعالجة الكثبية أو غرس البذور Brachytherapy:
وهي من التقنيات التي تسمح بعلاج أورام الرحم والبروستاتا سواء كانت أورام حميدة أو خبيثة، ويتم تنفيذ هذا الإجراء من خلال فريق من الأخصائيين في أمراض المسالك البولية والعلاج بالإشعاع وفيزيائي، وذلك لزرع بذور إشعاعية متطورة في مكان الورم تحديدًا مما يوفر جرعة أعلى من الإشعاع الموجّه للمنطقة المصابة دون الكثير من المضاعفات على المناطق السليمة.

4. العلاج الإشعاعي التجسيمي:
وهو من التقنيات المستخدمة الآن أكثر في علاج أورام الأطفال، ولكن هناك اتجاهات حديثة لاستخدامه في علاج البروستاتا وانسداد المسالك البولية، إذا يستهدف منطقة محددة ويقوم يإجراء يُشبه تجميدها حتى يتم التخلص من الخلايا غير المرغوب فيها خصوصًا إذا كانت سرطانية وذلك دون المساس بالأنسجة السليمة.

تطور تكنولوجيا الصناعات الطبية في مجال الأمراض الباطنية

وهو يعتبر من أكثر المجالات التي استفادت من التقنيات الحديثة والتطور التكنولوجي في الصناعات الطبية، فالجهاز الباطني يعتبر من الأكثر تعقيدًا على الإطلاق، وكان تحديد موطن الألم أو سبب الشكوى الحقيقية يسبب الكثير من الإحراج للأطباء ويجعلهم في تحدٍ دائم للتشخيص الصحيح ومن ثم وصف العلاج المناسب أو الجراحة المطلوبة، ومن أهم التطورات التي دخلت في مجال الأمراض الباطنية:

1. التكنولوجيا القابلة للارتداء Wearable Tech:
وهي من التقنيات التي طوّرت إلى حد كبير مفهوم الرعاية الصحية في الطب عمومًا والأمراض الباطنية خصوصًا، فسواء كانت على هيئة ساعة أو حزام أو غيرها، فإن هناك الكثير من أشكال التقنيتات القابلة للارتداء والتي تراقب الأعضاء الداخلية بكفاءة وتقوم برسم مخططات دقيقة لما يحدث في الجسم من الداخل سواء ارتفاع درجة الحرارة أو الرجفان الأذيني أو مستوى السكري في الدم ورصد أي حالة شاذة سواء في الكبد أو الطحال أو الكلى وغيرها، مما يمكن من تحديد موضع الشكوى بشكل أفضل.

2. الرؤية الآلية:
وهي عبارة عن تقنية تستخدم الكمبيوتر في عمليات المسح الخارجي لمنطقة ما في جسم المريض وإجراء فحوصات التصوير المقطعي، مما يكشف عن الأمراض العصبية والقلبية وأمراض الشرايين والأورام الموضعية، كما يمكنه تحليل البيانات الداخلية للجسم وحتى معرفة مقدار الدم الذي تنزفه المرأة أثناء الإنجاب لتحديد الشكل الصحيح للرعاية.

3. علم الروبوتات Robotics:
وهو من التقنيات التي دخلت في الكثير من المجالات الطبية سواء المسالك البولية أو الأعصاب أو العيون، ولكن تطورها الأكبر جاء في مجال الأمراض الباطنية، وهي تساعد في علاج أجزاء معينة من الجسم وإجراء جراحات دقيقة وعن بُعد أيضًا من خلال توجيهات معينة من الطبيب مما يؤدي لإزالة الأورام أو التغلب على الالتهابات البكتيرية في القولون والمعدة وغيرها.

وهناك بالطبع يوميًا المزيد من التطور في تكنولوجيا الصناعات الطبية في جميع المجالات سواء لعلاج الأوبئة أو أمراض الأطفال أو الأمراض العصبية والنفسية، وهي تصير أكثر قابلية بالتدريج لدى الكثيرين خصوصًا مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الكثير من الأمور بدءا من التشخيص وحتى وصف العلاج وإجراء الجراحات.

المصادر:
https://www.uclahealth.org/urology/innovations-technology
https://www.shofnervisioncenter.com/post/technological-advances-in-eye-care
https://www.forbes.com/sites/bernardmarr/2019/11/01/the-9-biggest-technology-trends-that-will-transform-medicine-and-healthcare-in-2020/#b9f826072cd3
https://www.uclahealth.org/urology/pelvic-medicine
https://www.practiceupdate.com/content/technologic-innovation-in-urology/17705

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *